نظمت سفارة المكسيك بالرباط، اليوم الأربعاء، في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، محاورة أدبية مع الكاتب المكسيكي، ألبرتو روي سانشيز، أكد خلالها أن المغرب طالما شكل مصدر إلهام لكتاباته.
وأبرز السيد سانشيز خلال هذا اللقاء الأدبي، الذي سيرته السفيرة السابقة للمغرب في بنما، السيدة أمامة عواد لحرش، وحضره على الخصوص مستشار صاحب الجلالة، السيد أندري أزولاي، وسفيرة المكسيك بالمغرب، السيدة مابيل كوميز، أن مجموعة من المقومات الثقافية الأصيلة للمغرب، شكلت بالنسبة له منذ أول رحلة له إلى المملكة سنة 1975.
كما استحضر الأديب المكسيكي خلال هذا اللقاء الذي حضرته شخصيات أخرى دبلوماسية وأكاديمية من المغرب وأمريكا اللاتينية، ذكريات هذه الرحلة إلىعندما كان شابا، والتي قرر على إثرها أن يصبح روائيا ينسج الروايات على طريقة “حكاواتيي” جامع الفنا بمراكش.
وأشار في هذا الصدد إلى حضوره إلى حلقة من هذه الحلقات خلال تلك الرحلة، وكيف كان “الحكواتي” يسرد خلال الحكايات للجمهور وهم ينصتون له باهتمام شديد.
كما أشار روي سانشيز إلى منتجات الحرف اليدوية والخزفية التقليدية التي تملأ الأسواق المغربية، معتبرا إياها شبيهة جدا بتلك التي توجد في العديد من المناطق المكسيكية، مبرزا أن هذه المميزات الثقافية المغربية “جعلتني أفكر في كيفية العثور على صوتي الخاص ككاتب مكسيكي”.
ولم يفت الكاتب المكسيكي الإشارة إلى مدن مغربية أخرى ألهمته كثيرا، مثل الصويرة أو موكادور في إسمها الأصلي، التي شبهها بـ”المرأة التي تسقط في غرامها على الفور” من خلال أسوارها وتصميمها المعماري، أو مدينة فاس التي استحضرها عندما زار أحد حماماتها التقليدية وهو شاب، وبتصميمها الذي يعتمد حسب تعبيره على عنصري الإضاءة ودرجة الحرارة، “قلت حينها، إذا أصبحت كاتبا، فسأركز على هذه العناصر في رواياتي”.
من جهتها، قالت أمامة عواد إن ألبرتو روي سانشيز، منذ زيارته الأولى للمغرب، تمكن من تحطيم الحواجز الثقافية بسرعة، وهو ما سمح له بأن يكتشف سحر وفتنة الأصالة المغربية في معمارها وفي منتجاتها التقليدية.
كما أشارت إلى أهمية الفن الممزوج “arte modéjar”، وهو فن معماري يمزج بين ما هو إسلامي أندلسي وما هو إسباني مسيحي، أنتجه الحرفيون العرب المسلمون الذين ظلوا في إسبانيا بعد سقوط الأندلس سنة 1492، ونقلوا فنهم في رحلاتهم بعد ذلك إلى العديد من البلدان في أمريكا اللاتينية.
وكانت سفارة المكسيك بالرباط، أكدت في بلاغ أن هذا اللقاء يبصم على عودة “صديق المغرب الكبير” للمشاركة في فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، مشيرة إلى أنه يتميز بإعجابه بالمغرب، حيث استكشف العلاقات الثقافية بين المكسيك والمملكة التي تشكل مركز اهتمام لأعماله.
وأشار إلى أن هذا الأمر يبدو جليا من خلال كتابات عديدة من ضمنها حكايات موغادور، وأسماء الهواء، وعلى شفاه الماء، وأسرار حدائق موغادور، ويد النار، وتسع مرات أتساءل.
يذكر أن الكاتب سانشيز حاصل على الدكتوراه من باريس، وهو صاحب ما يزيد عن 30 كتابا تجمع بين الشعر والروايات والمقالات، وتمت ترجمة أعماله إلى 15 لغة.
قم بكتابة اول تعليق