الدكتور رضوان غنيمي : كلما حل موعد امتحانات الباكالوريا إلا وعاش الناس جميعا تحت وطأة ضغطها، وحرّ لهيبها

جريدة المنبر المغربية : بقلم الدكتور رضوان غنيمي أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بالسمارة

كلما حل موعد امتحانات الباكالوريا إلا وعاش الناس جميعا تحت وطأة ضغطها، وحرّ لهيبها، خصوصا منهم الآباء، ومن استشعر مسؤوليتها من التلاميذ، ومنذ سنوات خلت بدأ يصاحب هذه الوطأة وهذا الضغط انفلاتات وانزلاقات إعلامية جعلت من أيام الامتحانات مادة دسمة للاسترزاق، وفرصة مقيتة مبتذلة لجني دريهمات بطريقة لا وصف لها إلا أنها جريمة منظمة في حق هذا البلد، كيف لا وهي تصور لنا تلاميذ المغرب وكأنهم حيوانات تعلمت النطق حديثا بلغة غير لغة الناس المعهودة المتداولة، جريمة في حق شباب هذا البلد، جريمة في حق أطر التربية الوطنية أساتذة وإداريين، جريمة في حق أولياء الأمور، جريمة في حق العلم والمعرفة، جريمة في حق الإعلام السوي المحترف، مما يجعلنا نتساءل عن مدى مصداقية ورسالية العديد من المواقع الإخبارية المحسوبة تعسفا على الجسم الإعلامي النزيه؟

الناظر في محتوى العديد من المواقع الإخبارية هذه الأيام المتمعن فيما يسمى “تغطية امتحانات الباكالوريا” يجد نفسه يتضاءل أمام تصريحات بعض الشباب وبعض أولياء الأمور بخصوص هذه الامتحانات سواء على مستوى لغة التصريحات التي نكاد لا نفهمها، أو على مستوى مضمونها الذي يرشح جهلا وسطحية بل ويفصح عن المستوى المتدنّي الذي أصاب القيم والأخلاق في مقتل من قبل آباء يفترض فيهم القدوة والمثل الأعلى، وإن للعاقل أن يتساءل هل أصبح الغش في الامتحان حقا يطالب به أولياء الأمور في المنابر الإعلامية ؟ كيف تغيرت قيم الناس فأصبحوا لا يجدون غضاضة في المطالبة صراحة بالسماح لأبنائهم بالغش في الامتحان؟ ماذا ينتظر المجتمع من جيل هذا حال قدواته؟ وقد صدق سبط بن التعاويذي حين قال

: «إذا كان رَبُّ البيتِ بالدفِّ ضارباً  =====  فشيمةُ أهلِ البيت كلِّهِمُ الرَّقصُ»

كيف اختلت الموازين فأصبحت صفات الحزم والضبط واستحضار الضمير المهني زلات يهاجم بسببها الأساتذة الشرفاء ممن كان همهم ضمان حق تكافؤ الفرص بين الممتحنين؟

أليس تساهُل المعلمين والمراقبين في موضوع الغش في الامتحانات من الأسباب المباشرة في خلق جيل يتصف باللامسؤولية واللامبالاة والاستهزاء بالقوانين والأنظمة؟

كيف أصبح السوقة وسَقَطُ الناس يتطاولون على الأساتذة في تصريحات تبث للعموم بألفاظها العنيفة وما تحمله من تحريض ضد هذه الفئة التي طالما ربّت وعلّمت؟

لِم تُصرّ بعض أبواق الإعلام الفاشلة الدخيلة على الحقل الإعلامي أن تُسمع الناس أصوات فئة هجينة محسوبة على تلاميذ هذا البلد تُبدع في إظهار المنظومة التعليمية المغربية فاشلة مشوهة مُنتجة للعاهات؟

من المستفيدمن عرض تصريحات تمُجّها الأسماع السويةلفئة يتم اختيارها بعناية؟

لقد آن الأوان لتُخرس أصوات العدمية وأبواق الاسترزاق بتفعيل آليات الرقابة، حتى لا يبقى كل من امتلك كاميرا وميكروفون يُنصِّب نفسه ناقلا للحقيقة التي لا يراها إلا هو، فقد أصبحت الموضة اليوم أن من اضطربت نفسه فمالت به إلى شذوذ معين ادعى أنه ناقل لحقيقة ما يعيشه الناس وكأن هذا البلد لا أسوياء فيه.




قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


− 1 = 3