
المنبر المغربية :
ما قد نحترم عليه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان اليوم هو أنها عودتنا على تبني قضايا تفوح منها رائحة محاباة الأصدقاء والأحباب وإن كانوا جناة، فلا ضير في إعلاء شأن منطق العشيرة مادام التستر المتبادل على الفضائح يضمن لمنتسبيها هامشا من الحرية، يفرغون على إثرها نزواتهم أينما حلوا وارتحلوا، ولو تطلب الأمر مواقعة زوجات بعضهم البعض.
ولأن الفاسد والمتستر عليه في سلة واحدة، فكان لابد لعزيز غالي أن يناصر عمر الراضي الذي اغتصب زميلته حفصة بوطاهر. لكن غالي اختار تكييف الوقائع وفق أهواء ومنطق جمعية “العشران” معتبرا المسألة تندرج في خانة العلاقات الرضائية، بينما المغتصبة أطلقت عقيرتها للصراخ ب “اللهم إن هذا لمنكر” من داخل المحاكم وأمام عدسات كاميرات الصحافة وطيلة أطوار محاكمة مغتصبها عمر الراضي، لما طالها من حيف وجُوْرْ على حقها. ثم جاءت تهمة التخابر مع جهة أجنبية ضد المصالح العليا لوطنه كالنقطة التي أفاضت الكأس، وكشفت بالملموس أننا أمام شخص في بحث مستمر عن “عمر” فقط وما الصحافة الاستقصائية إلا غطاء يتحرك خلفه بأريحية.
كل هذه الخروقات والتهم لم تشفع للقانون في شيء أو حتى تجبر عزيز غالي، المنادي -زعما- باحترام حقوق الإنسان في أن يقرأ القضية بنظرة حيادية بعيدا عن منطق “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”. بل على العكس من ذلك، بدا له شيئا هينا ويسيرا أن يقفز على معاناة سيدة تعرضت للاغتصاب وأن يسمع صوت جلادها على حساب كرامتها. إنه منطق العشيرة يا سادة حينما يتحدث ويُمْلِي على مريده أي الوجهات يتخذون.
لا دين ولا أعراف ولاحتى قانون أو شريعة يسمح لأي هيئة أيا كانت مكانتها الاعتبارية داخل المجتمع، بأن تُطْلِعَ شخص على تفاصيل بوح غريمه. لكن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تستطيع ذلك بالتأكيد، أولم تُطْلِعْ عمر الراضي على فحوى ما دار بينها وبين ضحيته حفصة بوطاهر؟؟ أولم تُلْفِتْ انتباهه إلى كون الأخيرة تستعد لمقاضاته بسبب اغتصابه لها؟؟
وبالعودة إلى الوراء للنبش قليلا في تاريخ تعامل هذه الجمعية الحقوقية مع ضحايا الاغتصاب، نجد أجوبة شافية لجملة من الأسئلة من قبيل أهو ميز عنصري يصطف من خلاله غالي ورفاقه إلى جانب المغتصب ضاربين بعرض الحائط مأساة الضحايا؟ نعم بل هو كذلك، نتذكر جيدا كيف امتنعت جمعية “العشران” عن استقبال ضحايا الصحافي توفيق بوعشرين والشاب آدم ضحية الصحافي سليمان الريسوني، علما أن هذه الأخيرة تتعامل بأريحية مع العلاقات الرضائية بما فيها ذات الميولات المثلية. الأدهى من هذا، تم إقبار وبتواطؤ مع عناصر الجمعية مجموعة من حالات التحرش والاعتداءات الجنسية اقترفها بعض أعضائها، تنزيلا لمبدأ انصر أخاك ظالما أو مظلوما.
وإلى عزيز غالي ينضاف الرفيق فؤاد عبد المومني، الذي يحسب نفسه ناشطا حقوقيا، يجر وراءه أرشيفا ملطخا بالأحداث الغير المشرفة كالفساد و الجنس، إذ سبق تورطه في علاقة غير شرعية مع زوجة زميله القيادي في الجمعية الحقوقية، وهي التي كانت على ذمة زميله وصديقه، أصبح كلامه اليوم كمن يبصق في السماء فيرتد البصق على وجهه. وحينما انكشفت ألاعيبه وقت استيلائه على متحصلات مؤسسة للقروض الصغرى كان يرأسها، كشر عن أنيابه وانخرط في حملة شعواء غايتها النيل من سمعة المغرب ومؤسساته التي وضعت حدا لخروقاته. وليكتمل الثلاثي الحقوقي، فقد أمطر صاحب العلاقات المشبوهة أبو بكر الجامعي بمعية المومني ضحية عمر الراضي بوابل من النعوت والأوصاف القدحية لأنها ببساطة سلك دروب القانون لمقاضاة جلادها.
وفي المحصلة، لا خير أو رجاء ينتظر من حفنة من الفاسدين المتخفين داخل تنظيمات اختارت لنفسها مجال حقوق الإنسان كي تخرقها بأريحية، وتتطاول عليها متى ما تورط أحد المنتسبين لها والداعمين لفكرها في قضايا فساد وانحلال أخلاقي مع سبق الإصرار والترصد ..
قم بكتابة اول تعليق