المنبر المغربية :
انزعجت فرنسا كثيرا من التقارب المغربي الأمريكي، والتي أكدها الزيارة الأخيرة التي قامت بها ميشيل سيسون، مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون المنظمات الدولية، التي كشفت عن دعم الولايات المتحدة خطة الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي للنزاع حول الصحراء المغربية، في ظل تراجع ملحوظ للشراكة الفرنسية .
وتحاول فرنسا منذ زمان، التشويش على المغرب بكل الوسائل الممكنة، خاصة من خلال تسخير وسائل الإعلام الخاصة لمهاجمة المملكة، خاصة وأن مكانتها تراجعت بشكل كبير في ظل هذه الشراكة المغربية الأمريكية المتينة.
والملاحظ بأن الموقف الأمريكي يتميز بصدقه واحترامه المتبادل عكس الطبيعة المتقلبة للعلاقة مع فرنسا، التي تكافح من أجل التخلص من إخفاقاتها الوصائية من حقبة استعمارية ماضية، ناهيك عن كون فرنسا لا تريد للمغرب أن يتموقع في الخريطة الجيو-سياسية الجديدة، حيث أن التقارب القوي بين المغرب وأمريكا في عهد دونالد ترامب استمر في عهد جو بايدن، وهو ما تؤكده تقارير وزارة الخارجية وخرائط المغرب والرسائل التي تصاغ في هذا الموضوع.
وفي ظل هذه المعطيات، ففرنسا تريد التقرب من الجزائر عبر استعمال الورقة المغربية، وما يفسر ذلك هو هجوم الفريق البرلماني المحسوب على ماكرون على المملكة في البرلمان الأوروبي.
لم تستوعب فرنسا أن للمغرب عمق استراتيجي قوي، خاصة بعد وجود أنباء عن زيارة منتظرة لسيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، إلى المغرب، حيث كانت واحدة من الأسباب التي جعلت البرلمان الأوربي يتحرك ضد الرباط، لكون هذه المؤسسة تريد منع المغرب من ممارسة اختياراته على المستوى الدبلوماسي، وممارسة السيادة المغربية في اختيار إقامة علاقات مع من يريد.
بشار إلى ان أن زيارة ميشيل سيسون إلى المغرب هي جزء من صداقة عمرها قرون، إذ قامت المسؤولة الأميركية خلال حضورها بالمغرب بتسليط الضوء على مدى تقدير إدارة بايدن الكامل لمساهمات المملكة في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام في جميع أنحاء العالم، كما أكدت أن الولايات المتحدة تقدر عالياً دور جلالة الملك في تحقيق السلام والأمن في شمال إفريقيا والشرق الأوسط ..
قم بكتابة اول تعليق