
المنبر المغربية :
بقلم الدكتور رضوان غنيمي ..استاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بتارودانت
إنما المرء حديث بعده .. فكن حديثا حسنا لمن وعى
اقتضت إرادة الله أن يتداول الناس المناصب والمراكز والأدوار المختلفة في الحياة، كما اقتضت الحكمة الربانية أن يكون هذا الإنسان في امتحان دائم يلازمه ملازمة تقلباته في أدوار الحياة، وإن أسعد الناس وأولاهم بالتهنئة أولائك الذين تركوا بصماتهم الطيبة الناصعة بأياديهم البيضاء في مواضع تقلباتهم في أدوار هذه الحياة، في الحقيقة لا أريد أن أطيل في مقدمة ليست مقصودة لذاتها بقدر ما هي جسر أتوسل من خلاله الحديث عن رجل عرفنا قبل أن نعرفه فغمرنا بحسن خلقه وكرم طبعه ورقي تصوره وتصرفه وهو القائم بشأن إقليم ذي شأن لطالما تهيبه ذووا رباطة الجأش من رجالات الدولة المحنكين فلا يقتحمه إلا من خبر فن السياسة وعلم التواصل وامتلك آليات الدبلوماسية الناعمة الصادقة، ذلك رجل مقالنا رجل السلطة المحنك، الأديب الروائي محب العلم ومدل العلماء السيد العامل حميد نعيمي الإنسان، نعم عَرَفَنا هذا الرجل بانفتاحه على كلية العلوم الشرعية بالسمارة ثم الكلية المتعددة التخصصات، عرفنا لأنه حاز قصب السبق إلى مد يده وتسخير موارده لخدمة الكلية ورعايتها كأنه يرعى برعما يريد له أن يشتد ويقوى ليباهي به أقرانه عبر ربوع المملكة، السيد حميد نعيمي عرفته الرجل المسؤول ثم عرفته بعدها بوصفه الإنسان الأديب الروائي الكاتب الناقد تلكم الهواية التي أبى إلا أن يصقلها ونميها ويطورها في خضمّ انشغالاته وتزاحم تجاذبات الواجب عليه، رجل أحاط نواة جامعية كما لم يفعل عامل غيره في أي بقعة من المملكة، ولطالما ساءلت نفسي وأنا أجالسه في غير ما مرة ما سر تعلّق هذا الرجل بالكلية، ولم كل هذا الحرص منه على أن يجعل منها مصدر إشعاع لكل الإقليم، لكن لم يطل الوقت كثيرا حتى انقشع الغبار وظهر التأويل وفُكّ اللغز لما اكتشفت أن السيد حميد نعيمي رجل أديب وكاتب روائي دواقة للأدب، محب للكلمة فضلا عن الشق الإنساني الذي طالما تكتّم عليه يريده خبيئة له عند ربه لا يطّلع عليها أحد من البشر، السيد حميد نعيمي الرجل المسؤول الذي أدرك حقيقة الصدق فكان واضحا أمام نفسه صادقا مع غيره، الرجل الذي فهم قول ابن دريد قديما في مقصورته فعمل بمقتضاه، يقول ابن دريد :
فكن حديثا حسنا لمن وعى ..
لقد أدرك حميد نعيمي أن منصب المسؤولية مهما طالت مدته زائل، فكانت له بذلك الأيادي البيضاء على إقليم السمارة كان النصيب الأوفر منها لطائفة ممن أرخت عليهم الدنيا بكلكلها فكان لهم السند والعون بعد الله عز وجل، أما واجبه كمسؤول فهذا تتحدث عنه إنجازاته وما قدمه لإقليم السمارة مما سطرته قائمة منجزاته في مختلف المجالات
هنيئا للسيد حميد نعيمي بتقاعده عن الخدمة، هنيئا له على صفاء سيرته ونقاء سريرته، الرجل الرباني الذي طالما أخر موكب خروجه الرسمي أكثر من مرة حتى يصلي العصر إيمانا منه بفضل العبادة في إبانها وأثرها في تذليل الصعاب وتهوين المشاق أمثال السيد العامل حميد نعيمي يعتبرون في عرف العقلاء فلتة من فلتات الزمان التي قد لا تتكرر لأجل ذلك أدعوا الشرفاء من أهل السمارة هيئات سياسية، ومنتخبين، ومجتمعا مدنيا، إلى تكريم هذا الرجل بشكل يليق بشخصه، ويوازي ما قدمه لهذا الإقليم وعلى رأسهم الكلية المتعددة التخصصات بالسمارة التي طوقها بجميل فعاله وكثير أفضاله، بل لولاه لما سمع لها صوت ..
قم بكتابة اول تعليق