الدكتور رضوان غنيمي : عبد العزيز بلاوي .. رجل خبر فن العمادة  .. امتلك آليات الدبلوماسية الناعمة الصادقة .. الفقيه الأديب محب العلم ومجل العلماء

المنبر المغربية : بقلم الدكتور رضوان غنيمي أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بتارودانت

اقتضت إرادة الله أن يتداول الناس المناصب والمراكز والمسؤوليات والأدوار المختلفة في الحياة، كما اقتضت حكمته تعالى تلازم هذا التقلب للاختبار والامتحان، وفي كل ذلك يبقى الابتلاء حاضرا حاكما لأفعال وردود أفعال الإنسان مع تقلباته في أدوار الحياة ، ومن ثمة كان أسعد الناس وأولاهم بالتهنئة أولئك الذين وفّقوا لوضع بصمتهم الطيبة فكانت لهم الأيادي البيضاء في مناصب ومراكز  تقلباتهم في أدوار هذه الحياة وقلة هم أولئك الذين فقهوا حقيقة هذه السنة الكونية وأقلّ منهم أولئك الذين وفّقهم الله لإدراكها فحسُن صنيعهم وعَظُم في نفوس الناس شأنهموما هذه الأسطر في الحقيقة إلا جسر أتوسل من خلاله الحديث عن رجل عرفناه هادئا مبتسما ليّنا سهلا موطأ صادقا قاصدا، وقل ما شئت من خلال النخوة والكرم.. أتحدث عن رجل غمرنا بحسن خلقه وكرم طبعه، ورقي تصوره وتصرفه، الدكتور سيدي عبد العزيز بلاوي -عميد كلية الشريعة أيت ملول- أقول عميد كلية الشريعة ولا أقول -سابقا- لأننا عرفناه عميدا وما أخال نفسي أراه بغير تلكم الصفة وهو لأن مقتضياتها كائنة فيه بل وجزء من تركيبته وكأن الرجل خلق لتلك النوع من القيادة وقد علمنا جميعا أن كل إنسان ميسر لما خلق به، لا أراني أبالغ في قراءتي لشخصية الرجل من هذا الجانب ومعي على ذلك شاهد ودليل، فأما الشاهد فشخصي وقد عرفت الرجل أول ما عرفته بوصفه عميدا، وقد عرفنا العمداء قبله ومعه وبعده، وأما الدليل فبيّن واضح جلي لكل منصف خبر ماهية كلية الشريعة بأيت ملول وأدرك خصوصياتها، الدكتور سيدي عبد العزيز بلاوي رجل خبر فن العمادة والقيادة وعلم التواصل، وامتلك آليات الدبلوماسية الناعمة الصادقة، الفقيه الأديب محب العلم ومجل العلماء، رجل ما يزال إلى يومه يستحيي من الحديث في حضرة شيوخه وأساتذته، رجل يحفظ ودّ صداقاته فلا يتنكر لها، وهو ما يزال وسطا بين شيوخه وطلبته يحظى بإجلال الشيوخ وينعم باحترام وتقدير التلاميذفما هجر حصته من التدريس وهو الذي طالت به مدة العمادة كما لم تطل لغيره مدة خدم فيها مصلحة كلية الشريعة أيت ملول ورعاها كأنه يرعى برعما يريد له أن يشتد ويقوى ليباهي به أقرانه عبر ربوع المملكة، الدكتور عبد العزيز بلاوي عرفته الرجل المسؤول العميد الذي جعل لكلية الشريعة في قلبه ونفسه مالم يجعله لغيرها، ولطالما ساءلت نفسي وأنا أجالسه في غير ما مرة ما سر تعلّق هذا الرجل بالكلية، ولم كل هذا الحرص منه على أن يجعل منها مصدر إشعاع، لكن لم يطل الوقت كثيرا حتى انقشع الغبار وظهر التأويل وفُكّ اللغز لما اكتشفت أن الرجل معجون بماء الإخلاص وأنه لا يعتبر مسؤوليته -العمادة-  مجرد دور من أدوار الحياة بقدر ما عنده من اليقين على أنها مرحلة لها ما بعدها فكأنما جعل الأمر تعبديا،الدكتور بلاويالأستاذ الإنسان هذا الجانب المشرق الوضّاء الذي طالما تكتّم عليه يريده خبيئة له عند ربه لا يطّلع عليها أحد من الناس، ولعل هذا الجانب الإنساني يبرزه بشكل أوضح وأسلم طلبتهالذين لازمهم ولازموه، الدكتور بلاوي الرجل الذي فقهمغزىابن دريدفي قوله:

إنما المرء حديث بعده   ====    فكن حديثا حسنا لمن وعى

هنيئا للدكتور بلاوي وقد أدرك أن منصب المسؤولية وإن طالت مدته فهي إلى زوال، فكانت له بذلك الأيادي البيضاء على كلية الشريعة أيت ملول أساتذة وطلبة وإداريين كان النصيب الأوفر منها لفئة ممن أرخت عليهم الدنيا بكلكلها فكان لهم السند والعون بعد الله عز وجل، هذا الدكتور عبد العزيز بلاوي كما عرفته وكما أراه و لا نزكيه على الله عز وجل وما أحسب منصفا يرى غير هذا،أما واجبه كمسؤول فهذا تتحدث عنه أعماله وما قدمه لكلية الشريعة مما سطرته قائمة منجزاته طيلة مدة عمادته.

هنيئا للأخ الأكبر الدكتور عبد العزيز بلاوي على حنكته في تسيير وتدبير شؤون كلية من حجم كلية الشريعة أيت ملول، هنيئا له على صفاء سيرته ونقاء سريرته التي ختم بها فترة توليه عمادة هذه الكلية، والعون كل العون من الله عز وجل لخلفه على رأس هذه الكلية الدكتور عبد العزيز آيت المكي الذي نرجو له التوفيق والسداد.

الدكتور بلاوي وأضرابه يعتبرون في عرف العقلاء والمنصفين محطة مشرقة من محطات حسن تدبير المسؤولية في قطاع التعليم العالي بجامعة ابن زهر.




قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


11 − 9 =