
المنبر المغربية :
عرفت عدة مدن مغربية، من بينها وجدة وإنزكان وآيت عميرة، مساء الثلاثاء 30 شتنبر 2025، احتجاجات قادها شباب ينتمون لما بات يُعرف بـ”جيل Z”، رفعت شعارات اجتماعية واقتصادية تطالب بتحسين ظروف التعليم والصحة وفتح مستشفيات وتوفير تجهيزات وأطر طبية، إلى جانب المطالبة بفرص للشغل. ورغم انطلاقتها السلمية، إلا أن هذه المسيرات سرعان ما انزلقت إلى أحداث عنف وتخريب أثارت مخاوف واسعة لدى الساكنة .
في وجدة، كما في إنزكان وآيت عميرة، تحولت بعض التجمعات الشبابية من طابعها الاحتجاجي السلمي إلى مواجهات مباشرة مع قوات الأمن. فقد عمدت مجموعات من المحتجين إلى رشق عناصر الأمن بالحجارة، ما تسبب في أضرار لعدد من السيارات التابعة للسلطات الأمنية، وسط ترجيحات بوجود إصابات في صفوف رجال الأمن، وإن لم تصدر بعد أي حصيلة رسمية بخصوص حجم الخسائر البشرية والمادية.
وفي إنزكان، تعرضت سيارات مواطنين مركونة بالشارع العام للتخريب، فيما شهدت آيت عميرة أحداثاً أكثر خطورة تمثلت في مهاجمة سيارة تابعة للدرك الملكي وأخرى للأمن الوطني، إضافة إلى إضرام النار في ممتلكات عامة وخاصة، وهو ما وثقته مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي. هذه المشاهد، التي تخللتها أعمدة دخان كثيفة، خلفت حالة من الاستياء والاستنكار وسط السكان الذين عبروا عن غضبهم من استغلال مطالبهم المشروعة من قبل “مخربين وملثمين” مدفوعين من جهات مجهولة.
أمام هذا التصعيد، عززت السلطات الأمنية حضورها الميداني بشكل لافت في الأحياء المتوترة، لتفريق المجموعات التي لجأت إلى العنف، ما أدى إلى تسجيل عمليات كرّ وفرّ بين الجانبين. ولم يتأكد بعد، إلى حدود مساء الثلاثاء، عدد الاعتقالات التي طالت المتورطين في هذه الأحداث، في انتظار بلاغ رسمي يوضح تفاصيل التدخلات الأمنية وحجم الأضرار.
التطورات الميدانية طرحت من جديد معادلة صعبة أمام السلطات: كيف يمكن التوفيق بين احترام حرية التعبير وحق الشباب في الاحتجاج من جهة، وضمان الأمن وحماية الأشخاص والممتلكات من جهة أخرى، خصوصاً وأن هذه الحركات الاحتجاجية باتت تشهد انزلاقات خطيرة تهدد السلم العام.
قم بكتابة اول تعليق