لقد كُسِرَ المحظور، وبات عبد العزيز بوتفليقة البالغ من العمر اثنين وثمانين عامًا على شفا الهاوية . منذ منتصف شهر شباط/فبراير 2019، حيث تظاهر مواطنو هذا البلد الذين يعتبر معظمهم من الشباب بشكل متواصل تقريبًا ضدَّ الترشيح المثير لجدالات شديدة ، من جانب رئيس الدولة الحاكم منذ عام 1999، ثم تطورت المظاهرات إلى حركة جماهيرية يكاد من المستحيل إيقافها و التي شبهها البعض بمثابة السيل الجارف الذي يأتي على الاخضر و اليابس ..
بعد أن كان قد تظاهر في الخامس عشر من شهر شباط/فبراير 2019 عدة مئات من الأشخاص في منطقة القبائل الأمازيغية شرقي الجزائر العاصمة وفي عدة مدن في شرق الجزائر ضدَّ ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، لبَّى بعد ذلك بأسبوع مئات الآلاف بل الملايين من الأشخاص دعوات احتجاج غير معروفة المصدر أغلبها على شبكات التواصل الاجتماعي وخرجوا إلى الشوارع في عموم البلاد ضدَّ منظومة الحكم المعروفة في الجزائر باسم ” لُو بوفوار” .
و في ذات السياق ردد المتظاهرون شعارات عدة من بينها .. إرحل .. ولا للعهدة الخامسة .. و ديكاج …و غيرها ..
و حسب قول بعض المهتمين بالجزائر ” هذه المظاهرات العارمة و القوية تعبر عن رفض العهدة الخامسة التي أعتبرت إستهتارا بالمواطن الذي تحمل ضريبة الفساد طيلة عقود طويلة..
و يضيف ذات المتحدث إعادة ترشيح بوتفليقة و هو على فراش الموت لا يعرف ما يجري حوله كان النقطة التي أفاضت الكأس و لا ندري من هو أو من هم أصحاب الفكرة التي تشبه صب زيت على نار و إشعال متعمد لفتيل بارود ..
و يشدد المتحدث ذاته ” كان واضحا جدا أن ترشيح بوتفليقة ستتبعه عواصف و حرائق لكنهم أصروا على ترشيحه لماذا ؟ الله أعلم … هل كان بحثا عن تأزيم الوضع أكثر لكسب مواقع سياسية أو لربح تفاوضات أو لتوزيع جديد للأدوار بين الماسكين بزمام الحكم.
و ذهب الى القول بعض النشطاء بالتواصل الاجتماعي أن البلد الذي فقد قدراته المالية التي كان يأكل منها كما يأكل مقاولة من رأسمالها دخل كراحل الأزمة الواضحة و بات مخزون الدولار هزيلا أمام الثروات التي جنتها البلاد من سوق البترول.. بحيث الخمس سنوات الأخيرة كانت كافية لتجعل التفكير في مخرج من الأزمة أولى الاولويات لكن هذا لم يتم..كما لم يتم التفكير و التراضي على خليفة الرئيس المريض.
و أضاف ذات المتحدث في تغريدته : ” هرب من هرب من البلد ونجا من نجا من الكتاب والمثقفين و الفنانين و الصحافيين الذين عبروا عن رأيهم ثم دخلت البلاد فيما يشبه سباتا سياسيا لا شيء يتحرك غير السلطة و دوائر الحكم و تعبيراته ” .
و يتابع قوله ” ما يقع اليوم في الجزائر يفهم من معنى و دلالة و جمل الشعارات التي عبر عنها المتظاهرون.. طلقوا ربنا يقول أحد الشعارات .. وهي كلمة لها من الدلالات ما يكفي لفهم عمق الهوة الكبيرة و الجدار الشاهق الحاصل بين بقايا الحركة الوطنية و جيل مليون شهيد و شعارات الإتحاد السوفياتي و الإشتراكية السحرية الرومانسية .
نفس الحالة التي لا تحسد عليها الجزائر تعيشها بلدان أخرى مثل مصر و المغرب و غيرها و تتلخص في وجود ملايين من الشبان بلا أفق و لا عمل و لا حياة كريمة لم يعد يهمهم خطاب الماضي و ثرثراته و أساطيره ..
قم بكتابة اول تعليق