حيجاوي سقوط مدوي في براثن الجريمة المنظمة 

المنبر المغربية :

طفا الى السطح المسمى مهدي حيجاوي هذا الأسبوع، بعدد  من الصحف و المنابر الإعلامية الأجنبية المعادية، في إطار حملة إعلامية ممنهجة تقودها أقلام مخابراتية مأجورة معروفة بحقدها الشديد تجاه المغرب، هذه الأبواق حاولت تقديم حيجاوي على أنه شخصية استخباراتية بارزة منشقة، بل وُصف بـ ” الرجل الثاني” في جهاز المخابرات الخارجية المغربية المعروفة اختصارا بـ “لادجيد” (DGED).

و واقع الحال حسب مصادر للمنبر المغربية ، أنه مجرد محتال بارع في صناعة الأوهام. شخص عاش على الخداع والتلاعب بالحقائق، وبنى لنفسه صورة زائفة خدع بها العديد من الضحايا، مستغلًا جهلهم بحقيقته وسذاجتهم في تصديق ادعاءاته.

و علمت ذات الجريدة من مصادر موثوقة، أنه وفي عام 2010، تم إبعاد المعني بالامر ” مهدي حيجاوي ” عن المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED) بسبب خطأ مهني خطير يتعلق بعلاقاته المشبوهة. منذ ذلك الحين، بدأ في الترويج لنفسه بصفته “خبيرا في الأمن والاستخبارات”، في محاولة يائسة لإعادة بناء مكانته الاجتماعية عبر نسج الأكاذيب وصنع هالة زائفة حول شخصيته.

لكن سرعان ما اتضح أن الأمر لا يتوقف عند مجرد انتحال صفة، بل تحول الحيجاوي إلى عالم الجريمة المنظمة، حيث انخرط في أنشطة الاحتيال وتشكيل عصابات متخصصة في الهجرة غير الشرعية، ليصبح موضوع ثلاث شكاوى قضائية خطيرة، لا تزال السلطات تلاحقه على إثرها.

لم يكن احتياله مقتصرا على النصب في المغرب فقط، بل امتد إلى شبكات إجرامية دولية متورطة في تهريب المخدرات، وتبييض الأموال، وتشكيل العصابات الإجرامية. وقد كشفت التحقيقات أنه كان على اتصال مباشر مع مجرمين مقيمين في أوروبا وكندا، مثل هشام جراندو، المعروف بأنشطته الإجرامية العابرة للحدود.

كما أن السلطات الإسبانية تطارده بتهم التزوير واستخدام وثائق مزورة، حيث تورط في إدخال سيارة فاخرة بلوحة تسجيل إسبانية إلى المغرب، ليقوم بعدها بالإبلاغ عن سرقتها بشكل احتيالي. كما عُثر بحوزته على جواز سفر مزور أثناء توقيفه بإسبانيا، مما عزز الشكوك حول طبيعة أنشطته الإجرامية.

ولفهم حقيقته الموضوعية، يكفي الابتعاد عن الصحافة الدعائية التي يروج لها، واللجوء إلى تحقيقات صحفية حقيقية. ويكفي الاطلاع على ظهوره الإعلامي الوحيد عبر قناة إسرائيلية، حيث بدا متلعثما وغير مقنع، ليكتشف المرء بسهولة مدى ضحالته الفكرية. كما أن الاستماع إلى شهادات ضحاياه يعكس حقيقة هذا الشخص الذي احترف الاحتيال وتقمص أدوارًا زائفة ليخدع بها من لا يعرفون ماضيه الأسود.

المهدي الحيجاوي لم يكن يومًا رجل استخبارات، بل مجرد محتال يجيد التلاعب بالصور والكلمات. مع كل ما كشف عنه من فضائح وتورط في قضايا إجرامية، لم يعد بإمكانه الاختباء وراء أقنعته الزائفة. الأيام القادمة ستحمل له الحساب العادل، وعندها لن تفيده أية ادعاءات أخرى، ولن يكون أمامه سوى مواجهة الواقع الذي طالما تهرب منه.

و الجدير للاشارة أن حيجاوي  لم يكن يوما في موقع يتيح له الاطلاع على معلومات ذات أهمية استراتيجية، ولم يضطلع بأي دور في صناعة القرار الأمني أو الدبلوماسي. بل على العكس، فإن مسيرته بعد خروجه من الجهاز الأمني تكشف عن تحول واضح نحو الاحتيال والابتزاز واستغلال النفوذ المزيف لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة.

اليوم، وبينما تصدر بحقه مذكرات توقيف دولية، وتتكشف حقيقة جرائمه في الداخل والخارج، بات من الضروري فضح الأكاذيب التي أحاطت بشخصيته، وإعادة وضع الأمور في نصابها الصحيح. فمهدي حيجاوي ليس “ضحية سياسية”، ولا “الرجل الثاني في الاستخبارات الخارجية” ولا “مستشارا أمنيا”، بل مجرد نصاب دولي محترف، استغل الدعاية الإعلامية ليحاول الهروب من جرائمه، لكن في النهاية سيكون مصيره قبضة العدالة لا محالة.




قم بكتابة اول تعليق

أترك لنا تعليق

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*


7 + = 15