
المنبر المغربية : بقلم الاستاذة نزهة أهرام
يعيش التلاميذ خلال العطلة الصيفية فترة من الراحة والاستجمام، بعيدا عن ضغوطات الدراسة والمراقبة الأسرية. غير أن اقتراب نهاية هذه الفترة يرافقه شعور بالتوتر والقلق، مع بدء العدّ التنازلي لانطلاق الموسم الدراسي الجديد. ويشترك في هذا الشعور مختلف أطراف المنظومة التعليمية، من إدارات تربوية وأساتذة وأولياء أمور، وحتى التلاميذ أنفسهم.
تظهر الحاجة الملحة إلى إعداد نفسي وتربوي يواكب هذه العودة، ويسهم في ضمان بداية مدرسية مريحة وآمنة نفسيا. فالتهيئة النفسية تعتبر ركيزة رئيسية للانطلاقة الجادة، حيث يمكن أن يشعر التلميذ بالخوف من المعلمين أو الزملاء الجدد، أو بالحنين لأجواء الراحة واللعب، مما قد يؤثر على توازنه العاطفي واستعداده النفسي للدراسة.
1-دور الأسرة في التهيئة النفسية
تتحمل الأسرة دورا محوريا في دعم الطفل خلال المرحلة الانتقالية من العطلة إلى الدراسة. ويمكن تجسيد ذلك من خلال:
التحضير العاطفي: الحديث الإيجابي عن المدرسة، واسترجاع لحظات النجاح والإنجاز خلال السنة الماضية.
تنظيم الوقت: ضبط أوقات النوم والاستيقاظ تدريجيا قبل العودة إلى الدراسة بأسبوع على الأقل.
تقليل مشاهدة الشاشات: الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لتسهيل العودة إلى نظام الحياة المدرسية.
تحفيز التلميذ: الحديث معه عن تطلعاته للسنة الجديدة، وتشجيعه على وضع أهداف بسيطة مثل تحسين مستواه في مادة معينة، أو المشاركة في الأنشطة المدرسية من بداية السنة الدراسية.
غرس القيم والمبادئ الرصينة: مثل الصبر، والاجتهاد، والعمل الجماعي مع زملاء الفصل، واحترام الأستاذ والالتزام داخل القسم.
المراجعة الأكاديمية: تخصيص وقت لمراجعة المهارات الأساسية (كالقراءة والكتابة والرياضيات) بالنسبة للمستويات الابتدائي، ومراجعة الدروس المهمة للمستويات الإعدادي والثانوي.
الاستعداد المادي: إشراك التلميذ في اقتناء أدواته المدرسية، لما في ذلك من تعزيز للحماس والجاهزية.
2-دور المدرسة في الاستقبال والدعم
إن للمدرسة دورا مهما في تهيئة بيئة إيجابية في الأيام الأولى من الموسم الدراسي، من خلال:
استقبال بهيج و مريح: تجنب الضغط الأكاديمي في بداية الأسبوع الأول، والتركيز على أنشطة ترفيهية وتواصلية.
الإنصات للتلاميذ: إتاحة الفرصة للتلاميذ للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم المرتبطة بالعودة المدرسية.
تقوية العلاقة: تعزيز الروابط بين الأساتذة والتلاميذ، لبناء مناخ تربوي داعم، يسهم في إنجاح العملية التعليمية على مدى السنة الدراسية.
ختاما
تعد العودة المدرسية محطة هامة تتطلب استعدادا نفسيا وتربويا مشتركا بين الأسرة والمدرسة. يمكن للتلاميذ تجاوز التوتر والانطلاق في عام دراسي جديد مفعم بالجد والاجتهاد والطاقة الإيجابية. فلنجعل من هذا الموسم الدراسي سنة تميز وتفوق، بإذن الل
قم بكتابة اول تعليق